'فطيرة غمراسن' تتجاوز حدود تونس نحو بلدان عريية وأوروبية
تزامنا مع انخفاض درجة الحرارة تشهد محلات بيع الفطائر بغمراسن وتطاوين وعدد من الولايات بكامل الجمهورية التونسية اكتظاظا ملحوظا حيث يصطف الزبائن امام المحلات منذ الصباح الباكر لاقتناء فطائر ساخنة تزين موائد الافطار وتبعث نوع من الدفء لدى أفراد العائلة .
واكد الحرفي اسماعيل، صاحب محل بيع فطائر، أن الاقبال على شراء الفطائر يتزايد مع قدوم فصل الشتاء حيث يشهد المحل اكتظاظ ويكثر الطلب . واضاف اسماعيل أن العمل بالمحل ينطلق قبل صلاة الفجر، حيث يتم تحضير العجين وتهيئة المحل ثم يشرع في صنع الفطائر وبيعها مباشرة بعد أداء صلاة الفجر .
كما اعتبر اسماعيل إلى أن سعر الفطيرة في المتناول حيث لا يتجاوز 800 مي وتتنوع الفطائر حسب طلب الحريف عادية، بالبيض، صغيرة، كبيرة أو مضاعفة .
واشار اسماعيل إلى أن حرفة الفطائر انطلقت في غمراسن في منتصف القرن الماضي لتنتشر في بقية الولايات ثم إلى عدد من الدول العربية والاوروبية وأمريكا لتصبح الافطار المفضل للعديد على المستوى العالمي .
من جهته، تحدث رئيس جمعية صيانة تراث غمراسن عن حملة "طريق الفطائر" التي انطلقت سنة 2022 لدعم ملف تسجيل مهنة الفطائر ضمن لائحة التراث للامادي العالمي والانتقال بها كعنصر تراثي من مجرد مهارة تقليدية إلى مكون لهوية جماعية .
كما سعى اهالي غمراسن من جهتهم لحماية الموروث التراثي معتبرين "صنعة الاجداد " جزء من الهوية الغمراسنية وذلك من خلال تنظيم العديد من التظاهرات سنويا للتعريف بتاريخ المهنة و تجذرها و"صمودها" عبر التاريخ مع المحافظة على خاصيتها التي تميزها و تحميها من التقليد .
وقد قاموا ايضا باستضافة ممثلين عن اليونسكو وباحثين اوروبين في التاريخ للاطلاع على تاريخ المهارة وتجذرها في التاريخ و انتشارها الجغرافي الكبير.
كما قامت مجموعة من الناشطين المدنيين بغمراسن بحملة على الفايسبوك تحت عنوان "فطائري وافتخر " تهدف الى جمع صور قديمة للتعريف بتاريخ هذه المهنة وانتشارها في كافة ارجاء العالم ودورها في الحياة الاقتصادية وقد لاقت الحملة تفاعل كبير من أهالي المنطقة اذ سجلت مشاركة ما يفوق 2000 شخص عبروا عن اعتزازهم بمهنة الأجداد وقدموا صورا طريفة وقديمة ومن كل أرجاء العالم.
الحبيب الشعباني